لوحة فولكلورية عن أنواع الصناعات والحرف السعفية بولاية نخل
الجمعة, 20 أغسطس 2010
ضمت أسماء عديدة من روافد التراث العماني التقليدي -
مقالة من جريدة عُمان:-- تمثل الحرف الوطنية التقليدية القديمة أحد روافد التراث العماني الخالد وتبذل الدوله جهودا حثيثة للحفاظ على موروثها القديم من الاندثار يأتي ذلك من خلال تشجيعها للقائمين على تصنيعها وتدريب الشباب من خلال عقد الحلقات والبرامج التدريبية التي تنفذها الهيئة العامة للصناعات الحرفية في مختلف ولايات ومناطق السلطنة كما تهدف من إقامة مثل هذه البرامج للانخراط في مثل هذه الحرف والتركيز على أهمية وجودها بطرق مطورة وبأشكال حديثة حتى تحافظ على بقائها. وتمتاز ولاية نخل بالعديد من الصناعات الحرفية التقليدية المتنوعة حيث كان لعمان هذا الاستطلاع بالولاية لمعرفة الصناعات الحرفية السعفية التي تشتهر بها الولاية من خلال اللقاءات التالية:
السفــــة
فكان لقاؤنا الأول مع حبيب بن سليم الحضرمي (متخصص في إعداد القفران والسميم والخروج) يقول أعمل في هذه المهنة منذ عشرات السنين أي قبل 30 سنة تقريبا وهي في الحقيقة عمليه غير متعبة أو شاقة بل أجدها عمليه مسلية ذات فائدة ومن يتعود على عملية السفة التي هي نسج خوص النخيـل (السفة) لا يستطيع تركها فهي استغلال لوقت الفراغ . وتُعَدُّ من الأعمال السهلة حيث نقوم بجلب الخوص من سعف النخيل ويشرخ طوليا، وتُصبغ كميات منه حسب الطلب كل كمية منه بلون لتزيين القفران ، ثم يُنقـع بعد ذلك فترة زمنية في الماء لتليينـه ولتسهيل سفه (جدله)، ويسف القائمون على هذه الأعمال من هذا الخوص أمتارا يتم تشبيك الخوص مع بعضه البعض وتُشـذَّب بقص الزوائد منها لتصبـح سفة جاهزة لتصنيع العديد من الأدوات كالقفران والملهبة اليدوية التي كانت تستخدم في الماضي وأصبح الآن يقتصر اقتنائها كتحف تعرض في المجالس والبيوت والجْـرَابان (أوعية حفظ التمور ) والسميم (الحصر) التي كانت تستخدم ولكن في الوقت الحاضر استبدلت بالحصر المصنوعة من النايلون و الثوج ( الوعاء الذي يتم نقل الأشياء به على ظهر الحمار ) وغيرهـا.
الحصـير أو السِـمَّة
يقول: خلفان بن محمد الرواحي يتم إعداد سفة السميم أو البساط من خوص النخيل، إذ تؤخذ السففة بطـول عشرين باعاً وتُنقـع بالماء لتليينها وتسـهيل خياطتها ، وبحبال القلاد والمسلة ( الإبر الكبيرة) يبدأ الصانع بخيـاطة السفة مُشَـكَّلَةً نقطة البداية القلدة الأولـى التي توضع بين قـدميه ليبـدأ تشبيك شـريط السفة بها تباعاً وعينـاً بعين مستخدما المسلة والخوص ، ويستمر التشبيك إلى أن تنتهي العشرون باعاً ، ثم تُقطـع طولياً بالسكين. وتُثنـى نهـاية السفة القلدة الثانية ، وتُخاط حواف الحصير بالمسلة والخيط المنوع من سعف النخيل المقلودة أو من الشعر أو الوبر ، ثم تُنظف من الشوائب بعـد أن يكون تصنيعها قد اسـتغرق قـرابة الأسـبوع لتغـدو جاهزة لفرشها في أرض البيت.
ويضيف: تستغرق عملية إعداد السمة قرابة العشرة أيام وتبلغ قيمتها في السوق بخمسة ريالات عمانية.
سمة الخباط
ويضيف الرواحي: هي قطعـة حصير مـدورة كانت توضع فوقهـا موائد الطعام كما تستخدم الأحجام الكبيرة منها في عمليات جداد النخيل وجلب علف الحيوانات من أشجار السمر والغاف والسدر وهي تُصنع من خوص النخيل بعـد نقعه بالمـاء لتليينـه ، ثم تُصنع منه الجديلة السفة ، وبعـدها تُخـاط الجديلة باستخدام المسـلة والخيط الذي كان في العادة يستخدم من حبال القلاد المصنوعة من سعف الصروم (صغار النخيل)، ويتم تصنيعها بشكل حلـزوني دائري تتحدد مساحته حسب الرغبة ، إذ تُعـرف سميم الخباط بأحد الحجمين : خمسة عشر باعاً أو ثلاثون باعاً . ويضيف يتجه المواطنين في وقتنا الحاضر إلى شراء سميم الخباط لتُستخدم كمفارش للأكل أو كقطع لتزيين واجهات المساكن.
الخَـصْـف
وفي لقاء مع سالم بن حارب الحراصي يقول الخَصْف: هو وعاء سعفي تُحفظ فيه التمور وتستخدم لهذا الغرض لكونها تحتوي على مسامات تمكن دبس النخيل (العسل) من الخروج بسهوله وتجميعه، ويُصنع من السفة المصنوعة بشكل شـريطي من خوص النخيل الذي يتم جلبه من النخل ويجب أن يكون الخوص بحاله جيدة ويفضل أن تكون الحبة منه عريضة نوعا ما بخلاف صناعة السمسم والقفران والثيجان، فتصنع السففة بطـول ثمانية باعـات والباع هنا أطول من (وحدة القياس المتر) أي تقريبا متر ونصف ويتم تبليل السفة بالماء لتلينها وتسهيل التحكم بخياطتها، إذ يبدأ الحرفي الخصّـاف بثنـي طـرفي السففة بطـول قُطْر قاعـدة الخَصْف المطلوب ، ثم يبدأ بالخياطة حيث يُشبك حواف السفة التي تأخـذ الشكل الدائري الحلـزوني بحبال القلاد الصغيرة لتُشكل في النهـاية خَصْـفاً اسطوانياً تُقلم الزوائد فيـه بالمقص ، ويغدو وعاءً مناسباً لتعبئـة التمـر وحفظـه فيـه.
القفير
أحمد بن سلام بن مريش الحضرمي حدثنا عن صناعة القفير بقوله: القفير هو عبارة عن وعاء مصنوع من خوص النخيل يستخدمه الناس في حمل التمور كما أن له استخدامات أخرى كثيرة ومتعددة وله أشكال ويزين البعض منها بألوان زاهية ويسمى الصغير منها (الزبيل)، يُصنع القفير من " سفة " مجدولة من خوص النخيل عرضها نحو أربعـة سنتيمترات، وتبدأ صناعته بالقـاعدة نظراً لبداية الخياطة منها ، وتستمر خياطة السفة بشكل دائـري حلزوني ، وباستخدام خوص قلب النخيل الأخضر ، حتى يصل ارتفـاع القفير إلى قرابـة الذراع ، بعدها يتم تركيب حبال ليف النخيل وفي الوقت الحالي تستخدم حبال النايلون لتعصيمـه، أي تركيب معصمين أو عروتين لـه لتسهيل حمله.
صنــاعة الشت
يقول محمد بن سالم الذهلي :الشت غطاء هرمي يُصنع من نوع خاص من خوص النخيل، ويستخدم لتغطية المأكولات المقدمه للضيف لحفظ الأطعمة عن الحشرات . ويُؤخذ خوص النخيل ، الذي يُصنع منه الشت ، من أعلى النخلة المسمى بالقلب ، ثم يُصبغ الخوص بعدة ألوان ويخرس (ينقع في الماء ) ويُقطع إلى شرائح دقيقة ، ويُشـرع بالتصنيع بخوصة خضراء تُسمى العقمة تشكل قمة المَكَبّ ، ثم ينطلق السف (التجديل ) منها بشكل حلزوني هرمي ، توضع في رأسه عصاً قصيرة مأخوذة من سعف النخيل كقاعدة للمَكَبّ وحافظـة للتلف.
صنــاعة المخرف
وفي لقاء مع خلفان بن خلف بن سالم الجهضمي (صانع مخارف) يقول المخرف عبارة عن وعـاء لجني الرطب من النخيل ، ويُصنع من عسِق «عذوق النخيل» ، إذ يُنقـع العِسِق (عذق النخلة) في الماء زهاء النصف ساعة تقريبا ويُشـرَّخ بالسكين إلى أجزاء دقيقة تشبك مع بعضها لتُشَكّل وعاء بارتفاع ذراع ، يضيق بعد ذلك ليصبح مخروطي الشكل تُقـوّى حـواف فوهتـه بالعِسِق نفسـه ، ثم يربط عند الفوهـة بأربعة حبال من ليف النخيل أو النايلون متشابكة تحمله بعد عقدها وربطها بحبل طويل يصل مع الحبل يسمى بالصوع الذي يستخدمه جاني الرطب في تثبيت نفسـه في أعلى جذع النخلة .
صناعة الدعون
سالم بن سيف الحضرمي يقول: الدعن حزمة من جريد النخل ، تُستخدم لأغراض عدة من بينها لتجفيف التمر عليها، كما تستخدم في بنـاء بيوت العريش قديما أما حديثا فتستخدم في الاستراحات المتوفرة بالحدائق وعلى الشواطئ وحتى في المنازل وتتم صناعة الدعن من جريد النخيل بعد سَـحْلِه أي إزالة السعف عنه وتنظيفه من الشوك وقطع مقدماته ، إذ يوضع بعدئذ في ماء الافلاج أو البرك ثلاثة أيام ، بعد ذلك يُقسَّم الجريد إلى مجموعتين متساويتين ، ويجتمع على تصنيعه عدد من الرجال ويمكن صناعته من قبل شخص واحد، بحيث توضع نهاية كل قطعة من المجموعة الأولى بخـلاف نهاية القطعة المجاورة لها من المجموعة الثانية ، ويبـدأ الرجال بربطهـا أو سَـفّها بحبال ليف النخيل (تزفينها ) حتى ينتهوا من ذلك مشكّلين المِـزْافَـن ( الدعن) وهي تساوي عند بيعها قرابة خمسة ريالات عمانية والنوع الكبير يصل إلى عشرة ريالات.
التعصــيم
عن هذا العمل تحدث إلينا ناصر بن خلفان الخنجري (متخصص في صناعة حبال ليف النخيل) يقول التعصيم : هو تركيب "العُـرىَ" أو الأيـدي المصنوعة من الحبل لبعض الأوعية ليسهل حملها منها ، وأكثر ما يستخدم التعصيم في القفران والسميم والمخارف الذي يصنع من خوص النخيل لحمل الأسمـاك أو الرطب فيـه ويبدأ التعصيم بلف قطعة من الحبل المصنوعة من الخوص أو ليف النخيل ، يُشَبَّك طرفاها بشكل قوسي بحافة الإناء المراد تعصيمه، وذلك باستخدام المسلة ، وهي إبرة كبيرة والحبال، ولا يترك الأمر عند ذلك من التثبيت، بل تتواصل عملية تمرير الخيط بين نسيج الوعاء حتى نصل به إلى الطرف المقابل من الحـافة ، حيث يُثبت هناك أحد طـرفي القطعة الأخرى من الحبل ، ويُثَبَّت الطـرف الآخر لهذه القطعة لتواصل المسلة مسارها بين نسيج الإناء ولكن باتجـاه معاكـس.
الصوع (الحابول)
كان لقاؤنا مع سعيد بن مرهون الجابري يقول: الصوع هو عبارة عن حزام مصنوع من الليف يستخدمه المزارع لطلوعه النخلة حيث يلفـه متسلق النخلة حول بـدنه وحـول جذع النخلة ليكون كالعتـلة ، تساعده على تسلق النخلة وتحميه مـن السقوط وتتم صناعته بالضبط من ليف النخيل بعد نقعـه في الماء وتجفيفـه ، حيث يُفرك ويُفْتَـل باليدين ليُشكّل حبلاً طويلاً . يُؤخـذ الحبل بطول عشرين باعـاً ويُلَف بالقماش أو بالصوف ثم يُطوى من المنتصف ويُفتل الجزءان على بعضهما ليشكلا جديلة يتم شدها أكثر بإدخال عدد من عصي جريد النخل بين فتحات الجديلة ، تُسْحَب الواحدة تلو الأخرى مع شـد طرفي الحبل بعد سحب كل عصا ، ويبقى ما طوله بـاع ونصف الباع من كل طرف دون شد بالعصي ، يُربط الطـرف الأيسر منها بحبل يسمى غبط ويُربط الأيمن بحبل آخـر يُسمى الساق ثم يُنظف بعـدها مـن الشـوائب ويسمى عندنا هذا الحزام ( بالكفة ) ومازال الطلب عليه كبيرا ويباع الصوع الواحد المنسوج من الصوف بما مقداره خمسة عشر ريالا عمانيا.
صنــاعة المبخــرة
غنى بنت حميدان السليمية (متخصصة في صناعة الملاهب اليدوية والمجامع والمباخر) تقول: أعمل في هذه المهنة منذ نعومة أظافري وهي مصدر دخلي ولقد شاركت في العديد من المناسبات التي أقيمت في السلطنة بالتعريف بالصناعات الحرفية التقليدية وقمت بتعليم أبنائي هذه الحرفة التي اعتبر العامل فيها فنان مبدع حيث يقوم بتشكيل الخامات المحلية المشتقة من مكونات النخلة وتطويعها في خدمة مستخدميها بأسلوب جميل ومنمق وتعرفنا بالمبخـرة فتقول هي عبارة عن حامل هرمي توضـع عليه الملابس لتتشبع بعبق روائح البخور المنبعث من المجمر الذي يوضع أسفلها . وتُصنع من جريد النخل بعـد سَحْلِه أي إزالة السعف عنه وتنظيفه من «السلى» (شوك النخيل)، وشرخه وتليينـه بالنقـع في المـاء ، حينها تُجدل شرائح الجريد وتُشَبَّك بشكل هندسي، ويترك فتحات سداسية لها فائدتها في تمرير رائحـة البخور. ويُشَكَّل من ذلك أربع قطع مثلثة الشكل تُجمع لتُثَبَّت على أربع قوائم قويّـة من جريد النخل بطول ذراع ونصف الذراع ، ثم يُضاف إليها حلقات خارجية من الجريد لتزيد في التماسك والتثبيت، وتغـدو بعدها جاهزة للتبخير بشكلها الهـرمي المفتوح من الأعلى والمستند على أربع قوائم ترفعـه عن مستوى الأرض.
المجمعة (المخمة)
تقول نقوم بصنعها من جريد الصرم (صغار النخيل) حيث نقوم بشق الجريد الى نصفين متساويين بعدها يتم تجفيفها في الشمس فترة ثلاثة أيام ثم نجلب عصا من جريد النخيل يتم حفر جزء منها في أعلى العصا وأخرى في الوسط وواحدة في الأسفل بحيث يتم ربط السعفتين بشكل متواز على هذه العصا بحبل قلاد مصنوع من سعف النخيل وهناك إقبال على شرائها خصوصا في القرى العمانية التي يفضلونها عن الأدوات الحديثة فما زالت توجد في البيت العماني المجامع العمانية مهما تعددت وتنوعت أشكال المكانس الآلية.
إيجاد محلات لبيع المنتجات المحلية في كل منطقه سياحية
يقول: علي بن محمد الخنجري نتمنى أن تقوم الجهات المختصة بتشجيع الشباب في الانخراط بمثل هذه المهن التي هي في الحقيقة مصدر دخل جد لمحترفيها يأتي ذلك من خلال فتح معاهد تدرس هذه المهن كذلك فتح محلات تجاريه لبيع المنتجات الحرفية خاصة في المناطق السياحية والسلطنة تتوفر فيها العديد من المقومات السياحية الطبيعية منها الأثريه فالناظر إلى البلدان المتقدمة حينما يزورها الفرد منا يجد إنها توفر محلات لبيع منتجاتها الحرفية فكل زائر لا بد له أن يأخذ شيئا من هذه الهدايا الأثرية أو الحرفية التقليدية تذكره بأصالة ذلك البلد فنجد مثل هذه المحلات لا تتوفر إلا في المراكز التجارية أو في الأسواق الكبيرة فقط.